للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بأهلِ الْمَدِينَةِ خيراً، فإنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِبَلَدِكُم هذا فَأَخرَجُوهُ إلى الْمَدِينَةِ، ثمَّ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرينَ غَزوةً، كُلُّ ذَلكَ يَرجِعُ إلى الْمَدِينَةِ، وَالذي نَفسي بيَدِهِ إنَّ تُربَتَهَا لَمُؤمِنَةٌ ولو أنَّكَ لا تعلمُ ذلك إلا أنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ جَسَدَهُ فيها وَلم يَكُنِ الله تعالى ليَجعَلَ جَسَدَهُ إلا في تُربَةٍ مُؤْمِنَةٍ، وَالذي نَفسي بِيَدِهِ إنَّهَا عِندَنا في التوراةِ لَمَكتُوبَة مُؤمِنَة، وإِنَّ الْمَلائِكَةِ لَمُشبَّكة لأنقابِهَا لا يَدْخُلُهَا الْمَسِيحُ ولا الطَّاعُونُ.

ـ وعن مُحَمَّد بن عُمَر بن عَليّ بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم قال: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ (١) وانقل وباءها إلى مَهْيَعَة (٢)، وَمَا بَقِيَ مِنهُ فاجعلهُ تحت ذَنْبِ مَشْعَط (٣)» (٤)

ـ وعن يَحيى بن عبد الرحمن قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنْ كانَ الوباءُ في شيءٍ من الْمَدِينَةِ فهو في ظِلِّ مَشْعَط» (٥).

ـ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آخِرُ قَرْيَةٍ مِنْ


(١) في الأصل بزيادة: (كما حببت إليهم).
(٢) مَهْيَعَة: هي الجحفة. معجم البلدان ٢/ ١١١.
(٣) مشعط: جبل أو موضع بالمدينة. المغانم ٣٨٢.
(٤) ذكره السمهودي في الوفاء ١/ ٦٠ وعزاه لابن زبالة.
وقد روي نحوه في حديث أمِّ المؤمنين عَائِشَة بلفظ: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ».

أخرجه البخاري، في فضائل المدينة، باب كراهية النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تعرى المدينة، رقم: ١٨٨٩، ٤/ ١١٩. ومسلم، في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، رقم: ١٣٧٦، ٢/ ١٠٠٣. ومالك، في الجامع، باب ما جاء في وباء المدينة،، رقم: ١٤، ٢/ ٨٩٠.
(٥) ذكره السمهودي في الوفاء ١/ ٦٠ وعزاه لابن زبالة.