للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} (١) اللهم صلِّ على محمد وعليه السلام، وبَيضْ وجهه، وأعلِ درجته، وشرف بنيانه، وأكرم نزله، واجزه خير ما جزيت نبياً عن أمته، فإنه قد بلغ رسالاتك، وجاهد على أمرك، حتى عز دينك، وظهر سلطانك، وتمت كلمتك، واستُحل حلالك، وحرِّم حرامك، وبك نفذ ذلك وحدك لا شريك لك، والسلام على النبي ورحمة الله وبركاته، أمر بعمل مسجد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسَلَّمَ عبد الله عبدالله أمير المؤمنين في سنة ثلاثين ومائة كرامة من الله الكريم، أكرم الله بها خليفته من ذخيرة ذخرها له عَمَّن كان قبله، ونافلة نفله إياها على من بعده، فالحمد لله الذي ولى أمير المؤمنين توسعته بعد غيره، وأكرمه بتزيينه وتطهيره، عظم الله لأمير المؤمنين أجره، وكثر به حسناته.

وكتب عليه من خارج: لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق (٢)، اللهم اغفر لأنبيائك وخلفاء المؤمنين حيهم وميتهم، اللهم صل على محمد عبدك ونبيك أنت وملائكتك [و] المؤمنون جميعاً، أمر عبد الله عبد الله أمير المؤمنين بعمل مسجد رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسَلَّمَ، وإصلاح ما أفسد منه، وعمارته، في سنة اثنتين وخمسين ومائة.

ولم يكن في جهة القبلة ولا إلى اليوم باب إلا خوخة آل عمر المتقدم ذكرها (٣)، وخوخة كانت لمروان عند داره في ركن الْمَسْجدِ الغربي وكانت موجودة إلى سنة ست وسبعمائة، فلما أمر الناصر بن قلاوون بإنشاء المنارة الكبيرة الرابعة المستجدة، وكان باب الخوخة عليها فانسدت بحائط المنارة


(١) سورة الأحزاب آية ٥٦.
(٢) في الأصل زيادة كلمة: (الآية). والصواب حذفها لأن الجملة المثبتة ليست آية.
(٣) نقله المؤلف عن المطري في التعريف ص ٣٧. وقد رد السمهودي على المطري بنص طويل. وفاء الوفا ٢/ ٧٠٥.