للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وروى مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبَد، اشتدَّ غضبُ الله على قومٍ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (١).

وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنت سيدنا، فقال: «السيد الله تبارك وتعالى»، قلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً، فقال: «قولوا بقولكم» أو «بعض قولكم ولا يَسْتَجْريكم (٢) الشيطان» (٣).

وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أجعلتني لله عَدْلاً، بل ما شاء الله وحده» (٤).

وما زال السلف الصالح على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم من الحذر من الغلو وآثاره والتحذير منه. قال ابن وضاح (٥): «سمعت عيسى بن يونس يقول: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم، فقطعها؛ لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها، فخاف عليهم الفتنة».

وقال المعرور بن سويد: «صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بطريق مكة صلاة الصبح، ثم رأى الناس يذهبون مذاهب، فقال: أين يذهب هؤلاء، فقيل: يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يصلون فيه، فقال: إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا، كانوا يتتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعاً، فمن أدركته الصلاة في المساجد فليصل ومن لا فليمض ولا يتعمدها» (٦).


(١) أخرجه مالك في قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة، رقم: ٨٥، ١/ ١٧٢.
(٢) قال في النهاية ١/ ٢٦٤: أي لايستغلبنكم، فيتخذكم جَرياً: أي رسولاً ووكيلاً.
(٣) أخرجه أبو داود في الأدب، باب كراهية التمادح، رقم: ٤٧٧٣، ٥/ ١٧٢.
(٤) أخرجه ابن ماجه، في الكفارات، باب النهي أن يقال ماشاء الله وشئت، رقم:٢١١٧، وأحمد ١/ ٢١٤ - ٢٢٤، والبيهقي ٣/ ٢١٧. وغيرهم.
… قال في الزوائد: في إسناده الأجلح بن عبدالله، مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات. .
(٥) في كتابه: البدع والنهي عنها، ص ٨٨.
(٦) رواه ابن وضاح في كتاب البدع والنهي عنها، من عدة طرق عن المعرور بن سويد، بإسناد صحيح، ص ٨٧،٨٨.