للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال: «وهذا كلام فيه تفريط وإفراط، بل فيه الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي، لما فيه من روائح الشرك المحقق، ومصادمة الكتاب العزيز، ومخالفة لعقائد الأمة، وما اجتمعت عليه الأمة.

فأما قولهم: إن للأولياء تصرفات في حياتهم وبعد الممات فيرده قوله تعالى: {ألا له الخلق والأمر} (١) و {ولله ملك السموات والأرض} (٢) ونحوها من الآيات الدالة على أنه المتفرد بالخلق والتدبير والتصرف والتقدير، ولا شيء لغيره في شيء ما بوجه من الوجوه، فالكل تحت ملكه وقهره تصرفا وملكا وإحياء وإماتة …» إلى أن قال: وأما القول بالتصرف بعد الممات فهو أشنع من القول بالتصرف في الحياة، قال جل ذكره: {إنك ميّت وإنهم ميّتون} (٣) و {كلّ نفس ذائقة الموت} (٤)، وفي الحديث: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة أشياء … » (٥). جميع ذلك وما هو نحوه دال على انقطاع الحس والحركة من الميت وإن أرواحهم ممسكة وإن


(١) سورة الأعراف، آية رقم: ٥٤.
(٢) سورة آل عمران، آية رقم: ١٨٩.
(٣) سورة الزمر، آية رقم: ٣٠.
(٤) سورة آل عمران، آية رقم: ١٨٥.
(٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعاً:
… أخرجه مسلم، في الوصية، باب مايلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، رقم:١٦٣١. وأبوداود، في الوصايا، باب في الصدقة عن الميت، رقم:٢٨٧٢،٣/ ٤٠١، والترمذي، في الأحكام، باب في الوقف، رقم:١٣٧٦.