للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أعمالهم منقطعة فدل ذلك على أنه ليس للميت تصرف في ذاته فضلاً عن غيره فإذا عجز عن حركة نفسه فكيف يتصرف في غيره، فالله سبحانه يخبر أن الأرواح عنده، وهؤلاء الملحدون يقولون إن الأرواح مطلقة متصرفة {قل أأنتم أعلم أم الله} (١).

وأما قولهم: يستغاث بهم في الشدائد فهذا أقبح مما قبله؛ لمصادمته لقوله جل ذكره: {أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه ويكشف السّوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإلهٌ مع الله} (٢)» اهـ باختصار.

ومع الأسف الشديد أن مثل هذه الأوهام والمعتقدات الخاطئة تسربت إلى عقول كثير من عوام المسلمين، حتى كادت تكون اتجاها عاماً، فلم يسلم منها حتى عدد من المنتسبين للعلم الشرعي، شأن كل الاتجاهات الفكرية العامة، التي يهرم عليها الكبير وينشأ عليها الصغير.

وقد تأثر الفيروزابادي مؤلف هذا الكتاب بعض التأثر بما يشاع في عصره من ذلك، وتعرض لقضية كانت مثار جدل كبير هي قضية حياته صلى الله عليه وسلم في قبره التي يعتقدها المسلم من حيث طبيعة هذه الحياة أهي حياة برزخية، الله أعلم بكيفيتها وآثارها، أم هي حياة عادية كالتي كان يحياها قبل موته.

ومع أن هذه القضية خارجة عن موضوع كتاب «المغانم المطابة» فإنه حشرها حشراً في فقرة كاملة من فقرات الفصل الأول، وحشد لها شواهد عجيبة لا تتفق مع أي منهج علمي. هذه الشواهد حكايات منقولة عن بعض المجاورين والأعراب في عصره، معظمها منامات تتضمن في الغالب أن الشخص لجأ إلى قبره


(١) سورة البقرة، آية رقم: ١٤٠.
(٢) سورة النمل، آية رقم: ٦٢.