صلى الله عليه وسلم وشكا إليه حاجته واستغاثه، فجاءه بعد ذلك رجل من أهل البيت يلبي طلبه.
وفي إحدى الروايات، وهي أغربها، ينام السائل عند قبره صلى الله عليه وسلم بعد أن يستغيث به فيرى في منامه الرسول صلى الله عليه وسلم يعطيه النقود فيستيقظ ويجدها في يده.
وكل هذه الحكايات من الشائعات التي تدور عادة في أوساط العامة ولا سند لها، ولم تخضع للمراجعة أو التحقيق، ولكنها تحظى بتصديق العامة عادتهم في تصديق الغرائب، والغرام بروايتها كما لو كانت حقائق.
وقد غفل المؤلف رحمه الله عن أن مثل هذه الحكايات التي لو صحت نسبتها عن من رويت عنه، فإن المنامات كما قرر علماء الأصول لا تصلح دليلاً في الأحكام الشرعية، فضلاً عن أنها حتى لو اعتبرت دليلاً فلا يمكن أن تعارض بها الأدلة من النصوص الشرعية، فضلاً عن أن يعارض بها القواعد الشرعية الأساسية، التي يقوم عليها بناء التوحيد وما يجب لله سبحانه وتعالى من حقوق.
ويتضح لك معارضة هذه الحكايات لعقيدة التوحيد إذا تصورت أنه لا يتم التصديق بهذه الحكايات إلا باعتقاد أن النبي صلى الله عليه وسلم حاضر ناظر يجيب المضطر إذا دعاه ويسمع دعاء المحتاج وشكواه، وما اتخذ الناس مريم إلها من دون الله إلا بمثل هذا الاعتقاد.
وبالإضافة إلى عنايته بهذه الحكايات فقد وردت في الكتاب عبارات قليلة متناثرة، ظاهر ألفاظها الغلو في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تأثر فيها بما شاع في عصره.
ولعل عذره رحمه الله أنه كان عالم لغة، أما باعه في الحديث والفقه فهو كما وصفه تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي بقوله: «وكانت له بالحديث عناية