للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بمسجد الفتح الذي على الجبل وقد حضر صلاة العصر فَرَقِيَ فصَلَّى فيه صلاة العصر» (١).

وروى هارون بن كثير عن أبيه عن جده «أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا يوم الخندق على الأحزاب في موضع الأسطوانة الوسطى من مسجد الفتح الذي على الجبل».

قد قدمنا أنه كان فيه ثلاث أسطوانات قبل هذا البناء الذي هو عليه اليوم (٢).

وأما تسميته بمسجد الفتح، فيحتمل أنه سمي به لأنه أجيبت فيه دعوة النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأحزاب، فكان فتحاً في الإسلام. أو نزل عليه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سورة الفتح هناك، والله أعلم (٣).

وعن عمر بن الحكم بن ثَوْبَان قال: أخبرني من صلى وراء النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجد الفتح ثم دعا فقال: «اللهم لك الحمد هديتني من الضلالة، فلا مُكرمَ لمن أهنت، ولا مُهينَ لمن أكرمت، ولا مُعِزَّ لمن أذللت، ولا مُذِلَّ لمن


(١) رواه ابن زبالة، ومن طريقه يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي، بسنده إلى جابر، كما في وفاء الوفا ٣/ ٨٣١. ورواه ابن النجار من طريق معاذ بن سعيد السلمي، عن أبيه، عن جابر. ومعاذ بن سعيد مجهول. التقريب ٥٣٦، برقم ٦٧٣٤.
(٢) رواه يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي، عن هارون، به.
وهارون بن كثير: مجهول. التاريخ الكبير ٨/ ٢٢٦، الجرح ٩/ ٩٤.
وروى ابن شبة ١/ ٦٠ عن أبي غسان، قال: سمعت غير واحد ممن يوثق به: يذكر أن الموضع الذي دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجبل هو اليوم إلى الأسطوانة الوسطى الشارعة في رحبة المسجد الأعلى. وفي سنده ضعف لجهالة بعض رواته.
(٣) الراجح أن سورة الفتح من أولها إلى آخرها نزلت بين مكة والمدينة في شأن الحديبية.
الدر المنثور ٦/ ٥٧.