للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي تاريخ رزين (١) أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى في مسجد العرصة. قال: والعَرْصَةُ ضيعةٌ لسعد بن معاذ (٢) رضي الله عنه.

وذُكر عن سعيد بن العاص (٣) رضي الله عنه، أنَّه لما حضره الموت دعا ابنه عمراً (٤) فقال (٥): أوصيك بخلالٍ ثلاث: أولُهنَّ: إنَّ عليَّ ديناً عظيماً فاكسر فيه مالي حتى تؤدِّيَه عني، وانظر إخواني، فإنْ فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي، ولا تُزوِّج بناتي إلا الأكفاء، وإلا فاقصرهنَّ في الحِجال (٦). فمات سعيدٌ وركب عمرو إلى معاوية، فقال الحاجب: يا أمير المؤمنين عمرو بالباب؟. فقال معاوية: هلك والله سعيد، أدخله، فأدخله فنعى له سعيداً، وأخبره بوصيته في دَينه وغيره. فقال معاوية: نحن قاضون عنه الدَّيْن. فقال عمرو: إنما أوصى إليَّ أن يكون ذلك من صُلْب ماله. قال: فإني أفعل، مع أني أكره أن أُخشِّن بصدر مروان (٧) وذويه من قريش بقضاء دَيْن أبيك، فبعني بعض


(١) تقدمت ترجمته، وهو (رزين بن معاوية العبدري).
(٢) صحابي جليل، سيد الأوس، أسلم على يد مصعب بن عمير، وشهد بدراً، وما بعدها، وأصيب يوم الخندق بأكحله، ثم توفي على إثرها، حكَّمه الرسول صلى الله عليه وسلم في بني قريظة، فحكم فيهم بحكم الله. طبقات ابن سعد ٣/ ٤٢٠، أسد الغابة ٢/ ٢٢١، الإصابة ٢/ ٣٧.
(٣) صحابي جليل، كان من أشراف قريش وأجوادهم وفصحائهم، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان، غزا طبرستان وجرجان فافتتحهما. توفي سنة ٥٩ هـ. طبقات ابن سعد ٥/ ٣٠، أسد الغابة ٢/ ٢٣٩، الإصابة ٢/ ٤٧.
(٤) كان يلقب الأشدق، أمه أم البنين بنت الحكم بن أبي العاص، من التابعين، كان كاتباً على ديوان المدينة، وأميراً لها زمن معاوية، ثم طلب الخلافة بعده، فقتله عبد الملك بن مروان. نسب قريش ص ١٧٦، المعارف ص ٢٩٦، المحبر ص ٣٧٧، أنساب الأشراف ٦/ ٥٥.
(٥) الخبر في أنساب الأشراف للبلادي ٦/ ٥١ باختصار.
(٦) الحِجَال جمع حَجَلَة، وهي موضعٌ يُزيَّن بالثياب والستور للعروس. القاموس (حجل) ص ٩٨٢.
(٧) مروان بن الحكم. وقد تقدمت ترجمته.