ففي رواية جرير معاذ عن أبيه وهذه موصولة، وفي رواية حماد وهو ابن زيد معاذ بن رفاعة بن رافع، وكان رفاعة من أهل بدر إلخ، وهذا صورته مرسل، ولكن عند التأمل يظهر أن فيه رواية لمعاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه عن جده، ورواية يزيد وهو ابن هارون وهي الثالثة، قال فيها معاذ (أن ملكاً سأله)، وهذا ظاهره الإرسال، لكن أفاد التصريح بسماع يحيى بن سعيد للحديث من معاذ).
قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله يعني: الإمام أحمد الثوري يقول: عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج، وغيره يقول: عن معاذ بن رفاعة عن أبيه؟ قال: لم يقل فيه أحد عن عباية غير الثوري، وكنت أظن أن وكيعاً خالف فيه حتى رأيت غير واحد يرويه عن الثوري هكذا. قلت: فهذا من قبل الثوري؟ قال: نعم، وقال مهنا: سألت أحمد عن عباية. قلت: لم يدرك جده رافع بن خديج؟ قال: لا أدري. قلت: عباية بن رفاعة أخو معاذ بن رفاعة؟ قال: لا، هذا من ولد رافع بن خديج (١).
وخالفه ابن حبان، فذكر أن جريراً هو الواهم، قال في صحيحه (١٦/ ٢٠٧): روى هذا الخبر جرير بن عبد الحميد عن يحيى بن سعيد عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه، وكان أبوه وجده من أهل العقبة قال: أتى جبريل النبي ﷺ، وقد رواه سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج، وسفيان أحفظ من جرير وأتقن وأفقه، كان إذا حفظ الشيء لم يبالِ بمَن خالفه.