للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منامه فقيل له: أنت القائل: ما أكثر ما يقول (مالك) (١): ما شاء الله. لو شاء مالك أن يثقب الخردَل بقوله: ما شاء الله، لفعل.

وعن ابن حبيب العبدي قال: كنا نأتي مالك بن أنس نجلس في دهليز (٢) له، فتجيء بنو هاشم، وتجيء قريش فتجلس على منازلها، ثم نجيء نحن فنجلس. وتخرج جارية له بالمراوِح فيأخذ الناس يتروّحون، فيقوم الشيخ بِمِصْراع الباب فيفتحه، فيخرج فنَنْظر إلى قريش فكأن على رؤوسها الطير إذا نظروا إليه إجلالاً.

وفي ذلك يقول الشاعر:

يأبى الجواب فما يُراجَع هيبة والسائلون نواكس الأذقان

أدب الوقار وعزُّ سلطان التُّقى فهو الأمير وليس ذا سلطان (٣)

[كاتبه]

* وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له: حبيب (٤)، يقرأ للجماعة، وليس أحد ممّن حضر يدنو منه، ولا ينظر في كتابه، ولا يستفهمه هيبة له وإجلالاً.


(١) ساقطة من الأصل.
(٢) الدِّهليز: ما بين الباب والدار، وهو فارسي معرب، والجمع دهاليز. انظر: مختار الصحاح (ص ٨٩).
(٣) إتحاف السالك (ص ٦١)، والسير للذهبي (٨/ ١١٣): ونسبه لمصعب بن عبد الله.
(٤) حبيب بن أبي حبيب واسمه: إبراهيم أبو محمد المصري. روى عن الزهري وابن أبي ذئب وغيرهما، وقد خرّج حديث حبيب: ابن ماجه فقط. توفي بمصر سنة (٢١٨ هـ). انظر: إتحاف السالك (ص ٢٣٧)، ترتيب المدارك (٣/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>