وقال الدارقطني في سننه (١/ ٣٣٣): يقال: إنَّ شعبة وهم فيه، لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة فقالوا: ورفع صوته بآمين، وهو الصواب. انتهى.
وقال أبو بكر الأثرم: اضطرب فيه شعبة في إسناده ومتنه، ورواه سفيان فضبطه (التلخيص ١/ ٢٣٧).
وحاول بعض أهل العلم التوفيق بين رواية سفيان وشعبة وقالوا: لا تعارض بين قول حجر بن عنبس وأبي العنبس وأنَّ اسمه حجر بن عنبس ويكنّى بأبي العنبس باسم أبيه فيكون له كنيتان أبو السكن وأبو العنبس، وأما ذكر علقمة فقد سمعه من علقمة وسمعه أيضاً من وائل كما في رواية الطيالسي.
قال الحافظ في «التلخيص»: فبهذا تنتفي وجوه الاضطراب عن هذا الحديث وما بقي إلا التعارض بين شعبة وسفيان في الرفع والخفض، وقد رجحت رواية سفيان بمتابعة اثنين له بخلاف شعبة فلذلك جزم النقاد بأنَّ روايته أصح. انتهى.
[الدلالة الفقهية]
دلَّ هذا الحديث أنَّ الإمام يخفي التأمين ولا يجهر به وبذلك قال الأحناف وسفيان الثوري وأهل الكوفة وبعض أهل المدينة.
قال ابن عبد البر: وقال الكوفيون وبعض المدنيين لا يجهر بها، وهو قول الطبري.
وقال الشافعي وأصحابه وأبو ثور وأحمد بن حنبل وأهل الحديث يجهر بها (١). انتهى.
(١) التمهيد (٤/ ٦٦٩) فتح البر، الاستذكار (١/ ٤٧٥).