٣ أنَّ سفيان كان يحدِّث من حفظه فتارة يجعله من حديث ابن عباس وتارة يجعله من حديث ميمونة.
وفي حديث أكثر أصحابه بذكر الدباغ، ورواه عنه ثلاثة من أصحابه بدون ذكر الدباغ هم: قتيبة بن سعيد ويحيى بن حسان ومحمد بن عيسى الدامغاني. ولمّا روجع سفيان في هذه الزيادة ذكر أنه حفظه كذلك ولو كان في كتابه لَقال: هكذا في كتابي.
قال الحميدي عقب الحديث: قيل لِسفيان بعد روايته الحديث: فإنَّ معمراً لا يقول فيه: (فدبغوه)، ويقول: كان الزهري ينكر الدباغ، فقال سفيان: لكني قد حفظته.
والله تعالى أعلم.
[الخلاصة]
زاد سفيان بن عيينة في هذا الحديث ميمونة ولم يتابعه على ذلك أحد من أصحاب الزهري، إذ خالفه أحد عشر راوياً من أصحاب الزهري لم يذكروا ميمونة، وتابعهم سفيان في رواية أخرى فلم يذكرها.
أمّا في المتن فزاد فيه ذكر الدباغ وأعلَّ ذلك الإمام أحمد ومحمد بن يحيى الذهلي إذ أنه خلاف المحفوظ عن الزهري، وأنَّ الزهري كان ينكر الدباغ ويجيز الانتفاع بجلد الميتة قبل الدبغ وبعده، فكيف يخالف ما يرويه؟! والله تعالى أعلم (١).
(١) وقد استفدنا هذه المسألة من رسالة علمية تقدَّم بها الطالب عادل المطرفي باسم «منهج المحدِّثين في الإعلال بمخالفة الراوي لما روى».