وقال: كان أبو البسطام إماماً ثبتاً حجة ناقداً جهبذاً صالحاً زاهداً قانعاً بالقوت نبراساً في العلم والعمل منقطع القرين، وهو أول مَنْ جرَّح وعدَّل.
[شيوخه وتلاميذه]
ذكر أبو عبد الله الحاكم أنَّ شعبة سمع من أربعمائة شيخ من التابعين.
وسمَّى المزي في «التهذيب» لشعبة ثلاثمائة شيخ وامرأة.
فقد حدَّث عن أنس بن سيرين، وإسماعيل بن رجاء، وسلمة بن كهيل، وجامع بن شداد، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والحكم بن عتيبة، وعمرو بن دينار، ويحيى بن أبي كثير، وأيوب السختياني، ومنصور بن المعتمر، وخلق كثير سواهم.
روى عنه الأعمش، وأيوب السختياني، ومحمد بن إسحاق، وسعد بن إبراهيم الزهري وهم من شيوخه، وسفيان الثوري، وجرير بن حازم، والحسن بن صالح بن حي وهم من أقرانه، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وابن علية، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وخلق كثير سواهم.
[علمه]
كان شعبة كثير الرواية والحديث وبلغ من كثر روايته أن قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: إنه روى عن ثلاثين رجلاً من أهل الكوفة لم يروِ عنهم سفيان.
هذا؛ مع أنَّ سفيان الثوري كوفي وشعبة من البصرة، وقد بلغ في هذا الشأن أنَّ شيوخه صاروا يرشدون الناس إلى الأخذ منه.
قال حماد بن زيد: قال لنا أيوب السختياني وهو من شيوخه: الآن يقدم عليكم رجل من أهل واسط هو فارس في الحديث فخذوا عنه.