وقال الوليد بن مسلم: رأيت الثوري بمكة يُستفتى ولما يخط وجهه بعد.
قال أبو المثنى: سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري، فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه.
قال الذهبي معلقاً: كان ينوه بذكره في صغره من أجل فرط ذكائه وحفظه، وحدث وهو شاب.
ويقال: إن عدد شيوخه ستمائة شيخ وكبارهم الذين حدثوه عن أبي هريرة وجرير بن عبد الله وابن عباس وأمثالهم.
أما الرواة عنه فخلق كثير ذكر أبو الفرج ابن الجوزي أنهم أكثر من عشرين ألفاً، وهذا مبالغ فيه فأكثر مَنْ روي عنه من الحفاظ هو مالك وبلغوا نحو ألف وأربعمائة، قاله الذهبي.
[سعة علمه وفقهه وفضله]
قال سفيان بن عيينة: ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري.
وقال عبد الله بن المبارك: لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان الثوري.
وقال أيضاً: ما رأيت مثل سفيان كأنه خلق لهذا الشأن.
وقال عبد الرحمن بن الحكم: ما سمعت بعد التابعين بمثل سفيان.
وقال أحمد بن حنبل: قال سفيان بن عيينة: لن ترى بعينك مثل سفيان الثوري حتى تموت، قال أحمد: هو كما قال.