٢ إن صح أن للزهري في هذا الحديث شيخين وأن الطريقين محفوظان كما قال الذهلي وغيره فيكون معمر حمل متن سعيد بن المسيب على حديث عبيد الله بن عبد الله، والله تعالى أعلم (١).
[الخلاصة]
روى معمر هذا الحديث عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة وفيه التفريق بين السمن الجامد والمائع.
وذكر بعض أهل العلم أن معمراً وهم في إسناده ومتنه.
وممن قال بذلك: الإمام البخاري والبزار وابن تيمية وابن القيم.
واقتصر بعضهم على ذكر وهمه في الإسناد، منهم: أبو حاتم وأبو زرعة والترمذي والعقيلي.
ويرجع ذلك إلى أمرين:
الأول: تفرد معمر بهذا الإسناد وخالفه ستة من أصحاب الزهري، منهم: مالك وسفيان.
الثاني: أن الزهري كان يفتي بخلافه فمذهبه لا يفرق بين الجامد والمائع، ولو كان عنده هذا التفريق لما خالفه.
وذهب بعض أهل العلم إلى صحة كلا الإسنادين عن الزهري ويرجع قولهم هذا إلى أمرين اثنين أيضاً:
الأول: أن معمراً يروي الحديث بالإسنادين كليهما، وهذه قرينة
(١) رواه البيهقي (٩/ ٣٥٤) والدارقطني (٤/ ١٩٤) والعقيلي في الضعفاء (٣/ ٨٧) وابن عدي في الكامل (٥/ ١٩٦١) من طريقين عن الزهري مرفوعاً، ورجح البيهقي وابن حجر أنه موقوف من قول ابن عمر، وروي من طرق أخرى عن ابن عمر.