ولا أعلم واحداً منهم يجمع عن أبي رجاء بين ابن عباس وعمران بن حصين عن النبي ﷺ.
قال ابن أبي حاتم معلقاً:(وأما أيوب السختياني وسعيد بن أبي عروبة فإنهما رويا عن أبي رجاء، عن ابن عباس عن النبي ﷺ.
فهذا أبو حاتم وابنه يريان أن حديث أيوب السختياني إنما هو عن ابن عباس كما رواه الجماعة وخالفهم عبد الوارث بن سعيد فجعله من مسند عمران بن حصين.
وخالفهم الخطيب فقال في الفصل (٢/ ٨٧٩): (إنا لا نعلم أحداً اجتمعت له الروايتان عن أبي رجاء غير أيوب السختياني، فرواه عن أبي رجاء عن ابن عباس ورواه أيضاً عن أبي رجاء عن عمران بن حصين).
وهذا ليس تصحيحاً لرواية عبد الوارث عن أبي رجاء عن عمران بن حصين إنما هو إخباراً عنها.
وقال الحافظ في الفتح (٩/ ٢٩٩): (واختلف فيه على أيوب فقال عبد الوارث: عنه هكذا، وقال الثقفي وابن علية وغيرهما: عن أيوب عن أبي رجاء، عن ابن عباس).
علة الوهم (١):
عبد الوارث بن سعيد ثقة ثبت في أيوب وغيره، إلا أنه يرجح رواية الجماعة عن روايته خاصة إذا علم أنه كتب حديث أيوب بعد
(١) انظر الحديث في: باب (أبي داود الطيالسي) ح (٤٦٦) فقد وهم في جمعه للشيوخ بإسناد واحد.