(ص ١٩٢) فقال: «وفي قول أبي زرعة (وهم فيه الفريابي) نظر، فقد تابعه الحسين بن حفص وأبو حذيفة وعبد الله بن الوليد العدني وغيرهم، وروايتهم أشبه بالصواب من رواية وكيع، والله أعلم».
وخالفهم أبو حاتم وأبو زرعة فصححا رواية وكيع.
قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٥٥ رقم ١٤٣): سئل أبو زرعة عن حديث رواه الفريابي عن سفيان، عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد أن عثمان توضأ ثلاثاً ثلاثاً.
ورواه وكيع عن سفيان عن أبي النضر، عن أبي أنس.
قال أبو زرعة: وهم فيه الفريابي، والصواب ما قاله وكيع.
وسألت أبي عن هذا الحديث فقال: حديث وكيع أصح، وأبو أنس جد مالك بن أنس.
وأبو أنس عن عثمان متصل، وبسر بن سعيد عن عثمان مرسل.
ونصر قولهما الشيخ ربيع بن هادي في كتابه بين الإمامين مسلم والدارقطني ص ٧٨.
قال ابن عبد الهادي في تعليقه على العلل (١/ ٧٩) معقباً: وفي قول أبي زرعة (وهم فيه الفريابي) نظر فقد تابعه الحسين بن حفص وأبو حذيفة وعبد الله بن الوليد العدني وغيرهم وروايتهم أشبه بالصواب، والله أعلم.
ثم قال: وهذا الذي صححه الدارقطني مخالف لما صححه أبو زرعة وأبو حاتم، وقوله في هذا أوْلى، والله أعلم. اه.
قلت: وقد سبق الدارقطني إلى ذلك الإمام أحمد، والله تعالى أعلم.