شيئاً، فأقبل عليه بمثل ما أقبل عليّ ثم قال: يا سليمان ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت فوقع على أهله؟ فاندفع سليمان فروى يتفرقان حيث اجتمعا ويجتمعان حيث تفرقا، قال: اروِ ومتى يجتمعان ومتى يتفرقان؟ قال: فسكت سليمان، فقال: اكتب، وأقبل يلقي عليه المسائل ويملي عليه حتى كتبنا ثلاثين مسألة في كل مسألة يروي الحديث والحديثين، ويقول: سألت مالكاً وسألت سفيان وعبيد الله بن الحسن، قال: فلما قمنا قال: لا تعد ثانياً تقول مثلما قلت، وخرجنا، فأقبل علي سليمان فقال: إيش خرج علينا من صلب مهدي هذا كأنه كان قاعداً معهم سمعت مالكاً وسفيان وعبيد الله (١).
وقال عبد الرحمن بن مهدي: عندي عن المغيرة بن شعبة عن النبي ﷺ في المسح على الخفين ثلاثة عشر حديثاً.
قال ابن أبي حاتم: فقد بان كثرة علمه حتى يكون عنده عن المغيرة بن شعبة في المسح ثلاثة عشر حديثاً.
وقال عبد الله بن عمر القواريري: أملى عبد الرحمن بن مهدي عشرين ألف حديث حفظاً.
وقال أحمد بن حنبل: كأن عبد الرحمن بن مهدي خلق للحديث.
وقال القواريري أيضاً: كان عبد الرحمن بن مهدي يعرف حديثه وحديث غيره، وكان يحيى بن سعيد يعرف حديثه.
(١) أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (١/ ٢٧، ٢٥١) والخطيب في تاريخ بغداد (١٠/ ٢٤٥ - ٢٤٦).