للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يكون؟ قال: ليس يكاد يخالف شعبة سفيان في حديث البصريين (١).

قلت: بل خالف شعبة سفيان في حديث البصريين، وكان القول في بعضها قول سفيان مع أن شعبة بصري، وانظره في باب شعبة (٢).

أربعة عشر حديثاً كان علة الوهم فيها اختلاف الأمصار، ١١ حديثاً منها شيوخه من المدينة النبوية.

وذكرنا في باب شعبة أن سفيان وشعبة إمامان حافظان ويحدثان من حفظهما، وكان سفيان ربما حدّث في المجلس الواحد بثلاثمائة حديث من حفظه (٣)، فرجل يحفظ الآلاف لا يضره الوهم في بضعة عشر حديثاً، والله تعالى أعلم.

وهم سفيان على أبي إسحاق السبيعي في ثلاثة أحاديث (١٣، ٢٤، ٢٥)، وخالفه شعبة فيها، وكان القول قول شعبة، فيما وهم شعبة على أبي إسحاق في حديثين (من أصل ٤٥ حديثاً في بابه) كان القول قول سفيان في أحدها.

لذا كان قول عبد الرحمن بن مهدي: «ليس أحد أصح حديثاً عن أبي إسحاق من شعبة» صحيحاً مع أن أبا إسحاق كوفي مثل سفيان وشعبة بصري.


(١) تاريخ ابن معين برواية الدوري (٣/ ٣٦٤)، وتاريخ بغداد (٩/ ١٦٩).
(٢) حديثان فقط برقم (١٧، ٢١) من أصل سبعة عشر حديثاً كان القول فيها قول سفيان.
(٣) قال الإمام أحمد: إن سفيان الثوري يحدث بالكوفة ثلاثمائة حديث في اليوم من حفظه، ولم يكن له كتاب فكان الحفاظ يحفظون ثم يقومون فيكتبون. الجرح والتعديل (١/ ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>