للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: والذي يظهر لي والله أعلم أن رواية مَنْ قال: (عن أبي هريرة) هي الصواب وذلك لما يلي:

١ الذين قالوا فيه (عن أبي شريح) إنما سمعوه من ابن أبي ذئب وهو يحدّث في بغداد بخلاف مَنْ قال فيه: (عن أبي هريرة) وهم أهل بلده أو ممن سمع منه في المدينة كما قرر الحافظ فيما تقدم، ومن المعلوم أن حديثه في بلده أصح لأنه يحدّث في حضور كتبه وأصوله.

ثم إن في حديث أهل العراق عن ابن أبي ذئب كلاماً.

قال الإمام مسلم في حديث اختلف فيه على ابن أبي ذئب: («فأما ابن أبي ذئب فلم يذكر ابن أبي فديك السعاية عنه في خبره وهو سماع الحجازيين فلعل ابن أبي بكير (١) حين ذكر عنه السعاية كان قد لقن اللفظ لأن سماعه عن ابن أبي ذئب بالعراق فيما نرى، وفي حديث العراقيين عنه وهم كثير) (٢)، وقد سبق كلام الدارقطني أن العراقيين هم الذين يقولون: (أبي شريح).

٢ روى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لا يدخل الجنة مَنْ لا يأمن جاره بوائقه» (٣).

وروى عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن عبيد الله قال: سمعت


(١) يحيى بن أبي بكير الكرماني، كوفي الأصل نزيل بغداد.
(٢) التمييز ص ١٩١ وشرح علل الترمذي (٢/ ٧٨٠).
(٣) مسلم (٤٦) (٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>