بالاقتصار باداء الأمر على ثلاثة أيام من كل شهر، فلما قال: إنه يطيق أكثر من ذلك زاده بالتدرج إلى أن أوصله إلى خمسة عشر يوماً صيام يوم وإفطار يوم.
وقد جاء ذكر صيام ثلاثة أيام من كل جمعة في رواية ليحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة (١) لكن نقله بعده إلى صيام يوم وإفطار يوم وأظنه من هنا دخل الوهم على أبي عوانة، والله أعلم.
(١) رواه البخاري (٦١٣٤) من طريق حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال: دخل عليّ رسول الله ﷺ فقال: «ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟» قلت: بلى، قال: «فلا تفعل قم ونم … ، وإن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فإن لكل حسنة عشر أمثالها فذلك صيام الدهر كله» قال: فشدّدت فشُدد عليّ فقلت: فإني أطيق غير ذلك، قال: «وصم من كل جمعة ثلاثة أيام» قال: فشددت فشدّد عليّ، قلت: أطيق غير ذلك، فقال: «صم صوم نبي الله داود» قلت: وما صوم نبي الله داود؟ قال: «نصف الدهر» وأخرجه النسائي (٤/ ٢١٠) وأحمد (٢/ ١٩٨) وابن حبان (٣٥٧١) والبيهقي (٤/ ٢٩٩) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، وتابعه محمد بن عمرو عند أحمد (٢/ ٢٠٠).