للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أهل العلم الإسراف فيه وأن يجاوزوا فعل النبي (١).

قال ابن الملقن: وشذّ بعضهم فأوجب الثلاث، حكاه الشيخ أبو حامد وغيره وحكاه صاحب الإبانة عن ابن أبي ليلى وهو باطل يرده إجماع مَنْ قبله والنصوص الصريحة أيضاً (٢).

أراد بعض أهل العلم تبرير قوله: (أو نقص) فقالوا: في مواضع الوضوء، والصحيح كما قال النووي بعدد المرات (٣).

احتج بعض أهل العلم بحديث الباب بأنه لا يستحب الزيادة في مواضع الوضوء فلا يزاد فوق المرفق والكعب.

قال ابن الملقن: «وادعى ابن بطال ثم القاضي عياض ثم ابن التين اتفاق العلماء على أنه لا تستحب الزيادة فوق المرفق والكعب» (٤) وهي دعوى باطلة فقد ثبت عن رسول الله فعل ذلك وأبي هريرة وعمل العلماء وفتواهم عليه، فهم محجوجون بالإجماع، واحتجاجهم بالحديث السالف: «مَنْ زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم» لا يصح لأن المراد به الزيادة في عدد المرات أو النقص عن الواجب أو الثواب المرتب على نقص العدد لا الزيادة على تطويل الغرة والتحجيل (٥).


(١) فتح الباري (١/ ٢٣٢).
(٢) التوضيح بشرح الجامع الصحيح (٤/ ١٠) وفتح الباري (١/ ٢٣٤).
(٣) شرح صحيح مسلم (٣/ ١٣٤) والتوضيح (٤/ ٣٠).
(٤) شرح ابن بطال (١/ ٢٢١) وإكمال المعلم بفوائد مسلم (٢/ ٤٤).
(٥) التوضيح (٤/ ٢٩ - ٣٠).
الحديث: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء، فمَن استطاع منكم أن يطيل غرّته فليفعل».

<<  <  ج: ص:  >  >>