للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحدِّث الناس من حفظه ولعله اشتبه عليه (١).

لذا ذهب بعض أهل العلم إلى كراهة اختصار الحديث. فقد نقل الخطيب من طريق إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل قال: سمعت الخليل بن أحمد يقول: لا يحلّ اختصار حديث النبيِّ لقوله: رحم الله امرأً سمع منا حديثاً فبلَّغه كما سمعه (٢).

وعن يعقوب بن شيبة قال: كان مالك لا يرى أن يختصر الحديث إذا كان عن رسول الله ، ونقل عن أبي عاصم النبيل أنه كان يكره الاختصار في الحديث لأنهم يخطئون المعنى (٣).

ونقل ابن رجب عن أبي بكر الخلال قال: إنما أنكر أحمد مثل هذا الاختصار المخل بالمعنى لا أصل اختصار الحديث، قال: وابن أبي شيبة في مصنفاته يختصر مثل هذا الاختصار بالمعنى (٤).

وقال عنبسة: قلت لابن المبارك: علمت أنَّ حماد بن سلمة كان يريد أن يختصر الحديث فيقلب معناه فقال لي: أوَفطنت له؟ (٥).

ومن المبرزين في الاختصار سفيان الثوري، قال ابن المبارك: علمنا سفيان اختصار الحديث (٦).


(١) انظر ح (١٠٩٦).
(٢) الترمذي (٢٦٥٧)، والدارمي (٢٣٠)، وابن حبان (٦٨)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وتتمة الحديث: «فرُبَّ مُبلَّغٍ أوعى من سامع».
(٣) الكفاية (١/ ١٩١ - ١٩٢).
(٤) فتح الباري (٢/ ١٠٥).
(٥) الكفاية (١/ ١٩٢).
(٦) مسند ابن الجعد (١٨٢٣) والكفاية (١/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>