للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثانياً: في المتن:

قوله: (كان رسول الله حين تقام الصلاة في المسجد إذا رآهم قليلاً جلس لم يصلِّ وإذا رآهم جماعة صلّى) (١).

فظاهره أن النبي بعد أن تقام الصلاة إذا رآهم قليلاً جلس ينتظر حتى يكثر المصلُّون.

خالفه عبد المجيد بن عبد العزيز فرواه عن ابن جريج بهذا السند كما تقدم، وقال: «إن النبي كان يخرج بعد النداء إلى المسجد فإذا رأى أهل المسجد قليلاً جلس حتى يرى منهم جماعة ثم يصلي وكان إذا خرج فرأى جماعة أقام الصلاة».

فجعل جلوس النبي وانتظاره بعد الأذان وليس بعد الإقامة لذا قال صاحب عون المعبود: «الاتصال بين الإقامة والصلاة ليس من المؤكدات، بل يجوز الفصل بينهما لأمر حادث كما مر، لكن انتظار الإمام المأمومين وجلوسه في المسجد لقلة المصلِّين بعد إقامة الصلاة فلم تثبت إلا من هاتين الروايتين، لكن الرواية الأولى مرسلة والثانية فيها أبو مسعود الزرقي مجهول الحال، ففي قلبي في صحة هذا المتن شيء، وأظن أن الوهم قد دخل على بعض الرواة، فإنه لم يثبت من هدي النبي أنه كان ينتظر بعد الإقامة … » (٢).

وقال العلامة الألباني : (الصواب فيه أن الجلوس كان بعد الأذان وقبل الإقامة كما رواه البيهقي من طريق أخرى عن ابن


(١) وقد تابعه في ذلك الوليد بن مسلم وسبق في بابه ح رقم (٨٤١).
(٢) عون المعبود (٢/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>