للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في قبول روايته لهذه العلة وإن لم يبيّن السماع فيها كالحكم في رواية ابن عباس (١) إذا روى عن النبي ما لم يسمع منه (٢).

قلت: سفيان قليل التدليس يدل على ذلك أنه حدَّث حديثاً عن معمر عن الزهري ثم قال: قد سمعته من الزهري بطوله فحفظت منه أشياء وهذا مما لم أحفظ منها يومئذ.

وهو ما رواه الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا معمر عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول: إنَّ الله بعث محمداً بالحقِّ وأنزل عليه الكتاب، وكان ممّا أنزل عليه آية الرجم، فرجم رسول الله ، ورجمنا بعده.

قال سفيان: قد سمعته من الزهري بطوله فحفظت منه أشياء، وهذا ممّا لم أحفظ منها يومئذ (٣).

هكذا بيَّن سفيان من حديثه هذا أنه لم يسمعه من الزهري إلا أنه دلسه ومما رواه البخاري في صحيحه عن علي بن عبد الله المديني، عن سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس قال: قال عمر: لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله. ألا وإن الرجم حق على مَنْ زنَى وقد أحصن إذا قامت البيِّنة أو كان الحبل أو الاعتراف. قال سفيان: كذا حفظت، ألا وقد رجم رسول الله ورجمنا بعده (٤).


(١) وذلك أنَّ ابن عباس لم يسمع من النبيِّ إلا ستة أو سبعة أحاديث حيث كان صغيراً.
(٢) صحيح ابن حبان (١/ ١٦١).
(٣) مسند الحميدي (٢٥).
(٤) البخاري (٦٨٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>