للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وجابر أبوه عبد الله أَحد شهداء أُحد.

وقال الشافعي في الأم: جاءت الأخبار كأنها عيان من وجوه متواترة أن النبي لم يصلِّ على قتلى أحد، وما روي أنه صلّى عليهم وكبّر على حمزة سبعين تكبيرة (١) لا يصح (٢).

لذا قال الدارقطني: لم يقل هذا اللفظ غير عثمان بن عمر: (ولم يصلِّ على أحد من الشهداء غيره) وليست بمحفوظة (٣).

وقال في العلل: «خالفه حاتم بن إسماعيل وأبو أسامة وعبد الله بن نافع الصائغ وسليمان بن بلال وابن وهب فرووه عن أسامة عن الزهري عن أنس وقالوا فيه: إن النبي لم يصلِّ على قتلى أحد. ولم يستثنوا حمزة ولا غيره» (٤).

وذهب الطحاوي إلى تصحيح الحديثين وأن هذه الزيادة من ثقة فهي مقبولة، قال: إن ابن وهب وإن كان لم يذكر ذلك فقد زاد عليه عثمان بن عمر عن أسامة إثبات الصلاة عليه وكلاهما بحمد الله ثقة ثبت مقبول الرواية ومَن زاد وهو كذلك على غيره زيادة في حديث روياه جميعاً كانت زيادته مقبولة (٥).

وفي قوله هذا نظر، فإن هذه ليست زيادة بل مخالفة، وقد تابع ابن وهب ثمانية من الثقات قالوا: لم يصلِّ على أحد. ولم يستثنوا


(١) أخرجه ابن سعد (٣/ ١٤) والدارقطني (٤/ ١١٨) والبيهقي (٤/ ١٢).
(٢) فتح الباري (٣/ ٢١٠) وانظر: الأم (١/ ٢٦٧).
(٣) السنن (٤/ ١١٦).
(٤) العلل (١٢/ ١٧٢ رقم ٢٥٨٥).
(٥) شرح مشكل الآثار (٢/ ٤٤٠ عقب الحديث (٤٩١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>