للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك رواه أبو هريرة (١) فقال: (لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون)، وخباب (٢) بنحو حديث ابن مسعود.

كل هؤلاء رووا هذا الحديث ولم يقل أحد منهم: (لا يرقون).

لذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٣) وتلميذه ابن القيم: إن هذا غلط من بعض الرواة حيث قال: روي فيه: ولا يرقون وهو غلط فإن رقياهم لغيرهم ولأنفسهم حسنة، وكان النبي يرقي نفسه وغيره ولم يكن يسترقي …

قال ابن القيم: «وليس عند البخاري (ولا يرقون)، قال شيخنا: وهو الصواب، وهذه اللفظة وقعت مقحمة في الحديث وهو غلط من بعض الرواة فإن النبي جعل الوصف الذي استحق به هؤلاء دخول الجنة بغير حساب هو تحقيق التوحيد وتجريده فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يتطيرون، والطيرة نوع من الشرك ويتوكلون على الله وحده لا على غيره وتركهم الاسترقاء والتطير هو من تمام التوكل كما في الحديث: «الطيرة شرك» قال ابن مسعود: وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل» (٤). وقال: فالتوكل ينافي التطير وأما رقية الغير فهي إحسان من الراقي، وقد رقى رسول الله جبريل (٥) وأذن في الرقاء (٦) وقال:


(١) ابن حبان (٧٢٦).
(٢) البزار (٢١٢٠) (٢١٣٠).
(٣) مجموع الفتاوى (١/ ١٨٢) والتوسل والوسيلة (١/ ١٣٥) واقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٤٤٨) والرد على البكري (١/ ٢٦١).
(٤) زاد المعاد (١/ ٤٩٥).
(٥) مسلم (٢١٨٥).
(٦) مسلم (٢١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>