وخالفهم محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو سعيد الأشج فروياه عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن أبا بكر ضرب وغرب، وأن عمر ضرب وغرب، ولم يذكرا النبي ﷺ. قال الدارقطني:(وهو الصواب)(١).
ورأى أبو حاتم أن الوهم في هذا من عبد الله بن إدريس.
قال ابن أبي حاتم في العلل (١٣٨٢): وسألت أبي عن حديث رواه أبو كريب عن عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي ﷺ ضرب وغرّب.
قال أبي: هذا خطأ، رواه قوم عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع أن النبي ﷺ، مرسل.
قال أبي:(ابن إدريس وهم في هذا الحديث، مرة حدّث مرسلاً، ومرة حدّث متصلاً، وحديث ابن إدريس حجة يحتج بها، وهو إمام من أئمة المسلمين).
هكذا قال أبو حاتم إن الوهم من عبد الله بن إدريس؛ لأن أبا كريب لم ينفرد برواية ذلك عنه، وهذا محتمل.
إلا أننا جعلنا الوهم هنا من أبي كريب لقول الدارقطني: لم يسنده أحد من الثقات غير أبي كريب، ولأن الثقات رووه عن ابن إدريس موقوفاً، ولأن هذا الحديث إنما يعرف بأبي كريب كما قال ابن عدي والخطيب كما سيأتي، والله أعلم.