لكن قال أبو حاتم كما في «العلل»(٢٣١٣): (خالف ابن شبرمة ابن أخيه عمارة بن القعقاع فقال: عن أبي زرعة، عن رجل، عن ابن مسعود، عن النبيِّ ﷺ، وهو أشبه بالصواب). اه.
وممّا يؤيد ما ذهب إليه أبو حاتم أنَّ الحديث هو من مسند ابن مسعود أنَّ أبا هريرة كان يحدِّث بهذا الحديث.
كما رواه عنه السابقون من أصحابه ثم لم يعُد يحدِّث بهذا الحديث واقتصر على رواية الحديث الذي فيه قوله ﷺ:«لا يوردن ممرض على مصح». وقد ذكر ذلك مسلم في صحيحه (٢٢٢١) قال:
قال أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف: كان أبو هريرة يحدِّثهما كلتيهما عن رسول الله ﷺ ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله: «لا عدوى»، وأقام على أن «لا يورد ممرض على مصح». قال: فقال الحارث بن أبي ذياب وهو ابن عمّ أبي هريرة: قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثاً آخر قد سكت عنه، كنت تقول: قال رسول الله ﷺ: «لا عدوى». فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك وقال:«لا يوردن ممرض على مصح». فماراه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فرطن بالحبشية، فقال للحارث: أتدري ماذا قلت؟ قال: لا. قال أبو هريرة: قلت: أَبَيت.
قال أبو سلمة: وَلَعمري، لقد كان أبو هريرة يحدثنا أنَّ رسول الله ﷺ قال:«لا عدوى»، فلا أدري أَنَسيَ أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر (١).
(١) وانظر: البخاري (٥٧٠٧، ٥٧٥٧) مع «الفتح»، وأبو داود (٣٩٧). وقد ذكرت هذا الحديث وأحاديث أخرى وآثار عن بعض السلف في جزء (مَنْ حدَّث ثم نسي ما حدَّث به) ولم أتمّه بعد، فعسى الله أن ييسِّر إتمامه.