للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقال سفيان: «اكتبوا لي» وخالفه مَنْ ذكرنا من أصحاب الأعمش فرووه بلفظ: «احصوا لي» وهي أعم من اكتبوا لي.

وقال سفيان: إن عددهم ألف وخمسمائة.

وخالفه أبو معاوية وهو مع سفيان أحفظ أصحاب الأعمش، وتابعه ابن نمير وهو من الثقات، وكذلك تابعه سليمان بن قرم، فقال ثلاثتهم: ستمائة إلى سبعمائة، وذكر قريباً من روايتهم أبو حمزة السكري، ويحيى بن سعيد الأموي، وأبو بكر بن عياش، فقالوا: خمسمائة.

ولا شك أن رواية الجماعة أضبط من الواحد، خاصة إذا علم أن العدد الذي ذكره سفيان قد جاء في غير هذا الحديث.

أما ترجيح الحافظ لرواية سفيان لأنه زاد، وزيادة الثقة مقبولة، ففيه نظر، لأنه ليس في رواية الثوري زيادة على رواية الجماعة، بل هي مخالفة؛ إذ أن الزيادة هي أن يذكر ما ذكره غيره ويزيد لا أن يخالفه فيما ذكر.

أما ترجيحه إياها بشك أبي معاوية وعدم جزمه بالعدد، فلعله لم يطلع على مَنْ تابع أبا معاوية، فإن كان هناك شك فإنما هو من الأعمش، وتوافقهم بذكر هذا العدد بالشك يدل على ضبطهم.

أما تخريج الإمام البخاري لرواية سفيان فإنه أعقبها برواية أبي حمزة مقتصراً على موطن الخلاف، ثم علّق رواية أبي معاوية ليبين

<<  <  ج: ص:  >  >>