الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان أحب الشراب إلى رسول الله ﷺ الحلو البارد.
وروى هشام بن يوسف وابن ثور عن معمر، عن الزهري، قال: قال رسول الله ﷺ: «أطيب الشراب الحلو البارد».
فقال أبو زرعة: المرسل أشبه.
وقال البيهقي في «المعرفة»(١٠/ ٢٦٢): ورواه ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، أنَّ النبيَّ ﷺ سئل: أيّ الشراب أطيب؟ قال:«الحلو البارد». هكذا منقطعاً وهو أصح.
قال الدارقطني: والمرسل أشبه بالصواب. ولم يتابع ابن عيينة على ذلك.
والحمل في هذا الحديث على ابن عيينة ليس بمتعين وإن كان قول الترمذي:(وهذا أصح من حديث ابن عيينة). ويشير إليه قول البغوي في «شرح السنَّة»(١١/ ٣٦٤) بعد أن نقل كلام الترمذي السابق: وقال أبو عيسى: (إنما أسنده ابن عيينة من بين الناس)، لاحتمال أن يكون معمر حدَّث به سفيان من حفظه، وحدَّث به في اليمن من كتابه كما رواه عنه عبد الرزاق الصنعاني وهشام بن يوسف الصنعاني.
لذا قال الحاكم في «المستدرك»(٤/ ١٣٧) بعد أن روى الحديث موصولاً عن طريق سفيان: وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فإنه ليس عند اليمانيين عن معمر). ووافقه الذهبي فقال: ولم يروِه معمر باليمن. والله أعلم.
والحديث كذلك صححه الألباني في تعليقه على «سنن الترمذي» لأن الثقة قد يرسل الحديث ويوصله مرة أخرى، وفي إطلاق هذا نظر