عن ابن شهاب، عن سالم، أنَّ عبد الله بن عمر كان يمشي أمام الجنازة، وقال: قد كان رسول الله ﷺ يمشي بين يديها وأبو بكر وعمر وعثمان.
وهذا ظاهر الإرسال أيضاً.
رواية هشام الدستوائي:
روى ابن عبد البرّ في «التمهيد»(١٢/ ٩٢) بسنده من طريق وهب الله بن راشد، قال: حدثنا هشام الدستوائي عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، أنه كان يمشي أمام الجنازة ويقول: مشى أمامها رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان.
لذا أعلَّ الأئمة الحديث وحذاقه المتقدمون هذا الحديث ورأوا أنَّ سفيان وهم فيه، وأنَّ قول:(إنَّ النبيَّ ﷺ وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة) إنما هو قول الزهري وكان يدرج كلامه بعد الحديث ولا يفصله.
كان موسى بن عقبة يقول للزهري: افصل كلامك من كلام النبيِّ ﷺ لما كان يحدِّث به من حديث رسول الله ﷺ فيخلطه بكلامه.
قال النسائي عقب الحديث: هذا الحديث خطأ، وهم فيه ابن عيينة، خالفه مالك؛ مالك رواه عن الزهري مرسلاً.
وقال أيضاً: وإنما أتى هذا لأن الحديث رواه الزهري عن سالم، عن أبيه، أنه كان يمشي أمام الجنازة، قال: وكان النبيُّ ﷺ وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. وقال: (كان النبيُّ ﷺ إنما هو من قول الزهري.