للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ثم ما بَرِحنا حتى أغمضناه رحمه الله تعالى (١).

وحكى الحُمَيدي في كتاب «جذوة المقتبس» قال: حدّث القعنبي قال: دخلت على مالك بن أنس في مرضه الذي توفي فيه، فسلّمت عليه ثم جلست، فرأيته يبكي، فقلت: يا أبا عبد الله، ما الذي يبكيك؟

قال: فقال لي: يا ابن قعنب، وما لي لا أبكي ومَن أحق بالبكاء مني! والله لوَدِدْت أني ضُرِبت بكل مسألة أفتيت برأيي فيها بسوط سوط، وقد كانت لي السّعة فيما سُبِقت إليه، وليتني لم أفتِ بالرأي أوكما قال (٢).

* وتوفي صبيحة (١٤) من شهر ربيع الأول سنة (١٧٩ هـ) في خلافة هارون، وصلّى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وكان أمير المدينة والياً عليها لهارون، صلّى عليه في موضع الجنائز، ومشى في جنازته وحمل نعشه ودُفن بالبقيع (٣).

* وكان يوم مات ابن (٨٥ سنة)، وهذا يوافق ما نقول بأن ولادته سنة (٩٤ هـ).

وقال الواقدي: مات وله (٩٠ سنة).

وروى ابن عبد البر أيضاً بسنده إلى مصعب بن عبد الله الزبيري أنه قال: أنا أحفظ الناس لموت مالك، مات في صفر سنة (١٧٩ هـ) (٤).


(١) تزيين الممالك في مناقب مالك للسيوطي (١/ ٣٩).
(٢) جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس لأبي محمد الأزدي (ص ٣١٤)، وأخبار الفقهاء والمحدثين للخشني (ص ١٤٤).
(٣) ترتيب المدارك (٢/ ١٤٦).
(٤) التمهيد (١/ ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>