للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت له: بأي شيء تحرك شفتيك؟

قال: اقرأ القرآن، فأهديه لوالدي في قبره.

قال: فمكثت مدة من الزمان.

ثم رأيت الموتى قد خرجوا من القبور يلتقطون كما تقدم، وإذا أنا بالرجل الذي كان لا يلتقط معهم صار يلتقط.

فاستيقظت وتعجبت من ذلك.

ثم ذهبت إلى السوق لأتعرف خبر ولده، فوجدته قد مات.

الرابعة: قيل أن بعض النساء توفيت فرأتها امرأة في المنام تعرفها، إذا عندها تحت السرائر آنية من نور مغطاة.

فسألتها ما في هذه الأوعية؟

فقالت: فيها هدية أهداها إليَّ أبو أولادي البارحة.

فلما استيقظت المرأة ذكرت ذلك لزوج الميتة (١) فقال: قرأت شيئًا من القرآن البارحة وأهديته لها.

الخامسة: عن بعض الصالحين قال: بلغني أن بعض الموتى في بلاد اليمن راه بعض أصحابه في النوم، وكنت قد أهديت إليه شيئًا من القرآن (٢).

فقال له: سلِّم على فلان، وقل له جزاه اللَّه عني خيرًا، كما أهدى إليَّ القرآن.

السادسة: رأى بعضهم العلامة عز الدين بن عبد السلام في منامه فقال له: ما تقول في قراءة القرآن للموتى؟

فقال: هيهات وجدت الأمر بخلاف ما كنت أظن.

يا غافلًا يتمادى … في اللهو كم هذا الزلل

غدا عليك ينادى … يا نكثا خوَّان

لا تغترنَّ بالدنيا … فليس هي الباقية


(١) مما يقول الزائر عند رؤية القبور: "اللهم رب الأرواح الباقية والأجسام البالية والشعور المتمزقة، والجلود المتقطعة والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة أنزل عليها روحًا منك وسلامًا مني". انظر الفقه على المذاهب الأربعة (١/ ٤٥١).
(٢) زيارة القبور مندوبة للاتعاظ وتذكر الآخرة، وتتأكد يوم الجمعة ويومًا قبلها ويومًا بعدها عند الحنفية والمالكية، وخالف الحنابلة والشافعية، وينبغي للزائر الاشتغال بالدعاء والتضرع والاعتبار بالموتى وقراءة القرآن للميت، فإن ذلك ينفع الميت على الأصح. انظر الفقه على المذاهب الأربعة (١/ ٤٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>