للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدجال، ما حدث به نبي أمته، إنه أعور (١) وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه" (٢) متفق عليه.

وعن ابن عمر أن رسول اللَّه ذكر الدجال بين ظهراني الناس، فقال: "إن اللَّه ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافئة" (٣) متفق عليه.

طافئة (٤): أي لا نور فيها، وورد أن اليسرى كذلك، أي جاحظ بكل منهما عورًا أي معيبة.


(١) في ظهور الدجال وما يكون من أمره قال النووي: هو مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار، خلافا لمن أنكره وأبطل أمره من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة، وخلافا للبخاري المعتزلي وموافقيه من الجهمية وغيرهم في أنه صحيح الوجود، ولكن الذي يدعي مخارق خيالات لا حقائق لها، وزعموا أنه لو كان حقا لم يوثق بمعجزات الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم. وهذا غلط من جميعهم؛ لأنه لم يدع النبوة فيكون ما معه كالتصديق له، وإنما يدعي الألوهية، وهو في نفس دعواه مكذب لها بصورة حاله، ووجود دلائل الحدوث فيه، ونقص صورته وعجزه عن إزالة العور الذي في عينيه وعن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه، ولهذه الدلائل وغيرها لا يغتر به إلا رعاع من الناس. [النووي في شرح مسلم (١٨/ ٤٧) طبعة دار الكتب العلمية].
(٢) أخرجه البخاري في صحيح (٣٠٥٧) كتاب الجهاد والسير، [١٧٨] باب كيف يعرض الإسلام على الصبي، ورقم (٣٣٣٨) كتاب أحاديث الأنبياء، [٤] باب قول اللَّه تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١)﴾، ومسلم في صحيحه [١٠٩ - (٢٩٣٦)] كتاب الفتن وأشراط الساعة، [٢٠] باب ذكر الدجال، وابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ١٤٠)، والسيوطي في الدر المنثور (٥/ ٣٥٤)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٤٧٢).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٣٣٣٧) كتاب أحاديث الأنبياء، [٤] باب قول اللَّه تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١)﴾، ورقم (٧١٢٥) كتاب الفتن، [٢٧] باب ذكر الدجال، ومسلم في صحيحه [١٠٠ - (١٦٩)] كتاب الفتن وأشراط الساعة، [٢٠] باب ذكر الدجال وصفته وما معه، وأحمد في مسنده (٢/ ٣٧، ١٣٠، ١٤٩)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (٢/ ١٢٥)، وابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ٩٧)، وابن حجر في تغليق التعليق (١٠٦٧).
(٤) أما طافئة: فرويت بالهمز وتركه، وكلاهما صحيح، فالمهموزة هي التي ذهب نورها وغير المهموزة التي نتأت وطفت مرتفعة، وفيها ضوء، وقد جاء في رواية أعور العين اليمنى، وفي رواية اليسرى، وكلاهما صحيح، والعور في اللغة العيب، وعيناه معيبتان عورًا، وأن إحداهما طافئة بالهمزة لا ضوء فيها، والأخرى طافية بلا همزة ظاهرة ناتئة. [النووي في شرح مسلم (١٨/ ٤٧) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>