للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار، وإنما أُلقي به في الجنة". فقال رسول اللَّه : "هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين" رواه مسلم (١) وروى البخاري بعضه بمعناه.

المسالح: هم الخفراء والطلائع.

ويقال إن هذا الرجل هو الخضر (٢) .

وعن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل أحد رسول اللَّه عن الدجال أكثر مما سألته، وإنه قال لي: "ما يضرك؟ " قلت: إنهم يقولون إن معه جبلا من خبز ونهرا من ماء، قال: "هو أهون على اللَّه من ذلك" متفق عليه (٣).

وعن أنس قال: قال رسول اللَّه : "ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه: ك ف ر" (٤) متفق عليه.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : "ألا أحدثكم حديثا عن


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [١١٣ - (٢٩٣٨)] كتاب الفتن، [٢١] باب في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه وقتله المؤمن وإحيائه، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٤٧٦).
(٢) جمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا، وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه، ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن يحصر وأشهر من أن يستر، وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: هو حي عند جماهير العلماء والصالحين، والعامة معهم في ذلك، قال: وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين. [النووي في شرح مسلم (١٥/ ١١١) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٧١٢٢) كتاب الفتن، [٢٧] باب ذكر الدجال، ومسلم في صحيحه [١١٤، ١١٥ - (٢٩٣٩)] كتاب الفتن وأشراط الساعة، [٢٢] باب في الدجال وهو أهون على اللَّه ﷿، وابن ماجه في سننه (٤٧٤)، وأحمد في مسنده (٤/ ٢٤٦، ٢٤٨)، والسيوطي في الدر المنثور (٥/ ٣٥٤).
وقال النووي: قال القاضي: معناه هو أهون على اللَّه من أن يجعل ما خلقه اللَّه تعالى على يده مضلا للمؤمنين ومشككا لقلوبهم، بل إنما جعله له ليزداد الذين آمنوا إيمانا، ويثبت الحجة على الكافرين والمنافقين ونحوهم، وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٧١٣١) كتاب الفتن، [٢٧] باب ذكر الدجال، ورقم (٧٤٠٨) كتاب التوحيد، [١٧] باب قول اللَّه تعالى: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ [طه: ٣٩]، مسلم في صحيحه [١٠١ - (٢٩٣٣)] كتاب الفتن وأشراط الساعة، [٢٠] باب ذكر الدجال وصفته وما معه، والترمذي في سننه (٢٢٤٥) كتاب الفتن، باب ما جاء في قتل عيسى ابن مريم الدجال، وأحمد في مسنده (٣/ ١٧٣، ٢٧٦)، والخطيب في تاريخ بغداد (٩/ ١٤٥)، والعجلوني في كشف الخفا (٢/ ٤٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>