للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه من حديثه أيضًا: أنه كان يقول في سجوده: "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجلَّهُ، وأوله وآخره، وعلانيته وسره" (١).

وفيه من حديث عائشة: فإذا هو راكع أو ساجد يقول: "سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت" (٢).

وفي رواية: "اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحْصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" (٣).

وفيه من حديث سعد: "أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟ " فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحُطَّ عنه ألف خطيئة" (٤). وفيه من حديث أبي ذر: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركهما من الضحى" (٥).


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٢١٦ - (٤٨٣)] كتاب الصلاة [٤٢] باب ما يقال في الركوع والسجود، وأبو داود في سننه (٨٧٨) كتاب الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ١٠٩، ١١٠)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٩٢)، والزبيدي في الإتحاف (٥/ ٩٧)، وابن خزيمة في صحيحه (٦٧٢).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٢١ - (٤٨٥)] كتاب الصلاة [٤٢] ما يقال في الركوع والسجود، وأحمد في مسنده (٦/ ٧٧، ١٥١)، والزبيدي في الإتحاف (٣/ ٧٥، ٥/ ٩٧).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٢٢ - (٤٨٦)] كتاب الصلاة [٤٢] باب ما يقال في الركوع والسجود.
قال النووي: قال الإمام أبو سليمان الخطابي - رحمه اللَّه تعالى: في هذا معنى لطيف، وذلك أنه استعاذ باللَّه تعالى وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضاء والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو اللَّه استعاذ به منه لا غير، ومعناه الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه، وقوله: "لا أحصي ثناء عليك" أي لا أطيقه ولا آتي عليه، وقيل: لا أحيط به. وقال مالك. رحمه اللَّه تعالى: معناه: لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك، وإن اجتهدت في الثناء بها عليك، وإن اجتهدت في الثناء عليك. [النووي في شرح مسلم (٤/ ١٧١) طبعة دار الكتب العلمية].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٧ - (٢٦٩٨)] كتاب والذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [١٠] فضل التهليل والتسبيح والدعاء، وأحمد في مسنده (١/ ١٧٤، ١٨٠)، وابن أبي شيبة في مصنفه (١٠/ ٢٩٤)، وابن تيمية في الكلم الطيب (١١)، والحميدي في مسنده (٨٠).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه [٨٤ - (٧٢٠)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، [١٣] باب استحباب =

<<  <  ج: ص:  >  >>