للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفئدة الطير" (١) رواه مسلم.

قيل معناه متوكلون، وقيل: قلوبهم رقيقة، فشبّه فؤاد المتوكل بأفئدة الطير، لخلوها من الاهتمام بالرزق، ومحله القلب.

سادسها: حديث عمر مرفوعًا: "لو أنكم تتوكلون على اللَّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدوا خماصًا (٢) وتروح بطانا". رواه الترمذي (٣) وحسنه.

ومعناه تذهب أول النهار ضامرة البطون من الجوع، وتروح بطانًا أي ترجع مليئة البطون.

سابعها: حديث البراء مرفوعًا: "إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرًا" (٤) أخرجاه، وفي رواية لهما: "واجعلهما آخر ما تقول".

ثامنها: حديث الصديق : "نظرت إلى أقدام المشركين، ونحن في الغار، وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول اللَّه، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال: "ما ظنك يا أبا بكر باثنين اللَّه ثالثهما" أخرجاه (٥).


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٧ - (٢٨٤٠)] كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، [١١] باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير، وأحمد في مسنده [٢/ ٣٣١]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٥٦٢٥]، والقرطبي في تفسيره [١٣/ ١١٥].
(٢) خمص الجوع فلانًا خمصًا وخموصًا: أدخل بطنه في جوفه، وخمُصَ بطنُهُ خمصًا: خلا وضمر.
(٣) أخرجه الترمذي في سننه [٢٣٤٤] كتاب الزهد، باب التوكل على اللَّه، وأحمد في مسنده [١/ ٣٠]، وابن المبارك في الزهد [١٩٦]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٥٢٩٩]، والسيوطي في الدر المنثور [٦/ ٢٣٤]، والزبيدي في الإتحاف [٩/ ٣٨٨]، وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة [٣١٠].
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٣١٣] كتاب الدعوات، [٧] باب ما يقول إذا نام، ومسلم في صحيحه [٥٦ - (٢٧١٠)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [١٧] باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، وأبو داود في سننه [١٤٤٨]، وابن ماجه في سننه [١٢٤٤]، والبيهقي في السنن الكبرى [٢/ ١٩٧، ١٩٨]، وأحمد في مسنده [٢/ ٢٣٩، ٢٥٥]، والزبيدي في الإتحاف [٧/ ٤٨٦].
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه [٣٦٥٣] كتاب فضائل أصحاب النبي ، [٢] باب مناقب المهاجرين وفضلهم، ومسلم في صحيحه [١ - (٢٣٨١)] كتاب فضائل الصحابة، [١] باب من فضائل أبي بكر الصديق ، وأحمد في مسنده [١/ ٤]، وابن أبي شيبة في مصنفه [١٤/ ٣٣٣]، والزبيدي في الإتحاف [٧/ ٦٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>