(٢) أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز من أهل بغداد، وصحب ذا النون المصري وسري السقطي، وبشر الحافي وغيرهم، وهو من أئمة القوم وجلة المشايخ، وقيل إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء. ومن كلامه إن اللَّه تعالى عجل لأرواح الأولياء التلذذ بذكره والوصول إلى قربه، وعجل لأبدانهم النهمة بما نالوه من مصالحهم، فعيش أبدانهم عيش الجثمانيين وعيش قلوبهم عيش الروحانيين، وكلن يقول: إذا أراد اللَّه ﷿ أن يوالي عبدا من عببده فتح له باب ذكره، فإذا استلذ بالذكر فتح عليه باب القرب ثم رفعه إلى مجلس الأنس. . . . إلى آخر كلامه. [الطبقات الكبرى للشعراني (١/ ٧٨)]. (٣) قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ و"كلا" حرف ردع وزجر، أي لا نجيبه إلى ما طلب ولا تقبل منه. وقوله تعالى: ﴿إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا﴾ [المؤمنون: ١٠٠] قال قتادة: واللَّه ما تمنى أن يرجع إلى أهل ولا إلى عشيرة ولا بأن يجمع الدنيا ويقضي الشهوات، ولكن تمنى أن يرجع فيعمل بطاعة اللَّه ﷿، فرحم اللَّه امرأً عمل فيما يتمناه الكافر إذا رأى العذاب إلى النار [تفسير ابن كثير (٣/ ٢٦٣)].