(٢) من عقلاء المجانين، له حكايات وكلام حسن، وكان حيا في دولة الرشيد، ومما يروى عنه أن الرشد مر به فناداه ووعظه فأمر له بمال فقال: ما كنت لأسود وجه الموعظة. وقيل له: غلا السعر فادع اللَّه. قال ما أبالي ولو حبة بدينار، إن للَّه علينا أن نعبده كما أمرنا، وعليه أن يرزقنا كما وعدنا، ومن أشعاره: يا خاطب الدنيا إلى نفسه … تنح عن خطبتها تسلم إن التي تخطب غَرَّارَة … قريبة العرس إلى المأتم [انظر تاريخ الإسلام، وفيات (١٨١ - ١٩٠)]. (٣) ومن عقلاء المجانين أيضا: سعدون المجنون، كان يجن ستة أشهر ويفيق ستة أشهر، وكان إذا هاج صعد السقف ونادى بالليل بصوت رفيع: يا نيام انتبهوا من رقدة الغفلة قبل انقطاع المهلة؛ فإن الموت يأتيكم بغتة. [انظر الطبقات الكبرى للشعراني (١/ ٥٨)]. (٤) في ذلك حديث مشهور رواه البخاري في صحيحه (٦٥٨٣، ٦٥٨٤) كتاب الرقاق، [٥٣] باب في الحوض، عن سهل بن سعد قال: قال النبي ﷺ: "إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليرِدَنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم" وفي الحديث الثاني: عن أبي سعيد وزاد: "فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا =