(٢) كذا بالأصل. (٣) للصوفية أقوال عجيبة في مظاهر الحب والفناء؛ فقال أبو العباس المرسي، أحد علماء الصوفية: إن للَّه عبادا محو أفعالهم بأفعاله، وأوصافهم بأوصافه، وذواتهم بذواته، وحملهم من أسرارهم ما يعجز عامة الأولياء عن سماعه، وهم الذين غرقوا في بحر الذات وتيار الصفات، فهي إذًا فناءات ثلاث: أن يفنيك عن أفعالك بأفعاله، وعن أوصافك بأوصافه، وعن ذاتك بذاته، فإذا أفناك عنك أبقاك به؛ فالفناء دهليز البقاء، ومنه يدخل إليه؛ فمن صدق فناؤه صدق بقاؤه. ويقول أيضا: صاحب البقاء يقوم عن اللَّه، وصاحب الفناء يقوم اللَّه عنه، والولاية ولاية الصديقين بالفناء عما سوى اللَّه، والبقاء في كل شيء باللَّه وولاية الصادقين بإخلاص العمل للَّه والقيام بالوفاء مع اللَّه طلبا للجزاء من اللَّه. [مختصرا من لطائف المنن لابن عطاء اللَّه ص ٤٥، ٤٦، ٤٩].