للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ﴾ (١) يعني عند ظنكم أنهما زائلتان.

فإن قلت: فأين النار إذا كان عرضها ذلك؟ قلت: فأين النهار إذا جاء الليل، وعكسه؟ ويعلمها فوق السموات السبع كما أن النار تحت الأرضين السبع.

ووصف المتقين فقال: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾ (٢) يعني في العسر واليسر والشدة والرخاء، فإذا خلق من أخلاقهم الموجهة لهم الجنة (السخاوة) (٣).

وورد من حديث عائشة مرفوعا: "الجنة دار الأسخياء" (٤).

ومن حديث أبي هريرة مرفوعا: "السخي قريب من اللَّه قريب من الجنة قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من اللَّه بعيد من الجنة بعيد من الناس، قريب من النار. ولجاهل سخي أحب إلى اللَّه من العالم البخيل" (٥).

ومن حديث أنس مرفوعا: "السخاء شجرة في الجنة، أغصانها في الدنيا من تعلق بغصن من أغصانها قادته إلى الجنة، والبخل شجرة في النار، أغصانها في الدنيا، من تعلق بغصن من أغصانها قادته إلى النار" (٦). ﴿وَالْكَاظِمِينَ


= على جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ قال: فقال رسول اللَّه : "سبحان اللَّه!! فأين الليل إذا جاء النهار؟! ".
(١) سورة هود (١٠٧).
(٢) سورة آل عمران (١٣٤).
أي في الشدة والرخاء والمنشط والمكره، والصحة والمرض، وفي جميع الأحوال كما قال: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً﴾ والمعنى أنهم لا يشغلهم أمر عن طاعة اللَّه تعالى، والإنفاق في مراضيه والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البر. [تفسير ابن كثير (٤/ ٤٠٤)].
(٣) كذا بالأصل.
(٤) أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٨٤)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ١٧٦)، والعجلوني في كشف الخفا (١/ ٤٠٣)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (١/ ١٤٠)، وابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ١٨٥)، والعراقي في المغني عن حمل الأسفار (٣/ ٢٤٠).
(٥) أخرجه الترمذي في سننه (١٩٦١)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٢٧)، والزبيدي في الإتحاف (٩/ ٣٢٩)، والسيوطي في الدر المنثور (٦/ ١٩٧)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٨١).
(٦) أخرجه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (٨/ ١٧١، ١٧٢)، والسيوطي في الدر المنثور (٦/ ١٩٧)، وابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ١٨٣)، والعجلوني في كشف الخفا (١/ ٥٤٥)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (٢/ ١٣٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (١/ ٢٥٣، ٣/ ٣٠٤)، والعراقي في المغني عن حمل الأسفار (٢/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>