للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا الوقت هو أولاها؛ لأنه موطن الإجابة، واستنزال الرحمة، فلذلك طلبت الإنابة.

تاسعها: عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه يكثر أن يقول قبل موته: "سبحان اللَّه وبحمده، أستغفر اللَّه وأتوب إليه" (١) أخرجاه.

وهذا الوقت أولى به لأنه الخاتمة.

عاشرها: عن أنس مرفوعا (٢): "قال اللَّه تعالى: يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة". رواه الترمذي وحسنه، وهو من المهمات البليغة من الاسترسال في القطيعة.

الحادي عشر: عن ابن عمر أنه قال (٣): يا معشر النساء تصدَّقْن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار" فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول اللَّه أكثر أهل النار؟ قال: "تُكثِرن اللعن وتَكْفُرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لُبٍّ منكنَّ" قالت: يا رسول اللَّه وما نقصان العقل والدين؟

قال: "أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي" (٤) رواه مسلم.

لي ذنوب شغلتني … عن صيامي وصلاتي

تركت حبيبي عليلا … مات من قبل مماتي


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٢١٨ - (٤٨٤)] كتاب الصلاة، [٤٢] باب ما يقال في الركوع والسجود، وأحمد في مسنده (٦/ ١٨٤).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه (٣٥٤٠)، والدارمي في سننه (٢٧٩١)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٤٦٧)، والزبيدي في الإتحاف (٩/ ١٧٧).
(٣) أخرجه: البخاري في صحيحه (١/ ٨٣، ٢/ ١٤٩)، ومسلم في الإيمان [١٣٢] باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها، والترمذي في سننه (٢٦١٣) كتاب الإيمان، باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه، والنسائي في الإيمان، باب ذكر شعب الإيمان، وابن ماجه في سننه (٤٠٠٣)، وأحمد في مسنده (١/ ٣٦٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٠٨، ٤/ ٢٣٥)، والحاكم في مستدركه (٢/ ١٩٠).
(٤) قال النووي: من أحكام الحديث: الحث على الصدقة وأفعال البر والإكثار من الاستغفار وسائر الطاعات، وفيه أن الحسنات يذهبن السيئات كما قال اللَّه ﷿، وفيه أن كفران العشير والإحسان من الكبائر، فإن التوعد بالنار من علامة كون المعصية كبيرة، وفيه: إطلاق الكفر على غير الكفر باللَّه تعالى، ككفر العشير والإحسان والنعمة والحق. [النووي في شرح مسلم (٢/ ٥٨) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>