تبارك من عم الوجود بجوده … ومن منه يفيض الفضل للخلق يغمر
ومن خص أهل القرب صفوة خلقه … بفضل عظيم وصفه ليس يحضر
فللقوم أعلام الولايات أُعلمت … بمحمد وخلعات الكرامات تزهر
وحكي أنه خرج بعض المريدين في طلب الرزق، فسعى حتى تعب، فوجد خربة فجلس يستريح فيها، فبينما هو يتصفح الجدران، فنظر في بعضها لوحًا من رخام أخضر مكتوب فيه بخط أبيض هذه الأبيات:
لما رأيتك جالسا مستقبلا … أيقنت أنك للهموم قرين
ما لا يكون فلا يكون بحيلة … أبدًا وما هو كائن سيكون
سيكون ما هو كائن في وقته … وأخو الجهالة متعب محزون
فلعل ما تخشاه ليس بكائن … ولعل ما ترجوه سوف يكون
يسعى الحريص فلا ينال بحرصه … حظًا ويحظى عاجز ومهين
فارفض لها وتعرَّ من أثوابها … إن كان عندك للقضاء يقين
قال: فقرأها ورجع إلى منزله، ولم يهتم في الرزق بعدها - رحمه اللَّه تعالى.
= أي هذا الذي أهلهم اللَّه له هو من فضله ومنه عليهم وإحسانه إليهم، وروي في الصحيح أن فقراء المهاجرين قالوا: يا رسول اللَّه، ذهب أهل الدثور بالأجور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، قال: "ما ذاك؟ " قالوا: يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق، قال: "أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين" قال: فرجعوا فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال ما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول اللَّه ﷺ: "ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء".