للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقرًا منسيا، أو غنى مطغيا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مفندًا أو موتًا مجهدًا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر" رواه الترمذي (١) وحسنه.

ثامنها: حديثه -أيضًا-: أن رسول اللَّه قال يوم خيبر: "لأعطين هذه الراية رجلًا يحب اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه على يديه" قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أُدعى لها، قال: فدعا رسول اللَّه علي بن أبي طالب، فأعطاه إياها وقال: "امش ولا تلتفت حتى يفتح اللَّه عليك" قال: فسار علي شيئا، ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول اللَّه، على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللَّه" (٢) رواه مسلم.

ولنذكر جملة من الحكايات اللائقة بما نحن فيه.

والذي حضرنا منها أربع وثلاثون حكاية:

ونقدم عليها قصة سلمان الفارسي (٣)، وتردده من شخص إلى شخص إلى أن جاء إلى نبينا - عليه أفضل الصلاة والسلام، وظهر له براهين نبوته، وشهد معه الخندق فما بعدها، وهو مشهور مطول.

وكذا رواه ابن سعد من قصة ذي البجادين، وأنه كان يتيما لا مال له، فكفله عمه، فلما قدم النبي المدينة تاقت نفسه إلى الإسلام، فنهاه عمه لأجل ما بيده من المال، فتركه، فجاء إلى أمه، فقطعت بجادًا لها باثنين، فاتزر بواحد وارتدى بالآخر، ثم حضر تبوكًا وسأل الشهادة، فقال : "اللهم إني أحرم دمه على الكفار" فقال: ليس هذا أردت.

فقال: "إنك إذا خرجت غازيًا فأخذتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد.


(١) أخرجه الترمذي في سننه [٢٢٠٦] كتاب باب الفتن، والمنذري في الترغيب والترهيب [٤/ ٢٥٠]، والسيوطي في الدر المنثور [٦/ ١٣٧].
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٣٣ - (٢٤٠٥)] كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب ، والترمذي في سننه [٣٧٢٤] كتاب الفضائل، باب فضائل علي بن أبي طالب، وابن ماجه [١٢١]، وأحمد في مسنده [٤/ ٢٥]، والبيهقي في السنن الكبرى [٩/ ١٣١]، وابن حجر في تلخيص الحبير [٤/ ٩٨].
(٣) انظر قصة إسلام سلمان الفارسي في تاريخ الإسلام للذهبي، وفيات سنة [٣٦]، وقد روى البخاري في صحيحه [٣٩٤٦] كتاب مناقب الأنصار، [٥٣] باب إسلام سلمان الفارسي، عن سلمان الفارسي أنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب.

<<  <  ج: ص:  >  >>