للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه النسائي أيضًا من حديث عمير الأنصاري بمعناه، وزيادة: "وكتب له بها عشر حسنات".

وله من طريق آخر عن أنس أيضًا: "من ذكرت عنده فليصل عليّ".

وروينا في جامع الترمذي، وقال: حسن، وصححه ابن حبان من حديث ابن مسعود مرفوعًا: "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة" (١).

أي أولاهم بشفاعتي وأقربهم مني مجلسًا وأحقهم بالإضافة من أنواع الخيرات ودفع المكروهات.

وروينا في سنن أبي داود من حديث أوس بن أوس مرفوعًا: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، وان صلاتكم معروضة عليَّ" قالوا: يا رسول اللَّه وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون بليت، فقال: "إن اللَّه حرم على الأرض أجساد الأنبياء" (٢).

ومعنى معروضة عليَّ؛ موصولة إليَّ توصل الهدايا، وقد كان أشد الناس مكافأة، فماذا يكافئ هذا.

وروينا في جامع الترمذي وقال: حسن من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليَّ". (٣)

أي أنه مدعو عليه أو مخبر بلزوم ذُلِّ وصغار لا يطاق.

وروينا في سنن أبي داود بإسناد صحيح عنه مرفوعًا: "لا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم". (٤)

أي فالبعد كالقرب، فلا تقلل زيارته كالعيد ولا تتغالى في تعظيمه كالوثن يعبد ولا تتخذ العود إليه دينًا تتكلف به المهمات.

ولا شك أن زيارته أقرب القرب، ربنا لا تحرمناها.


(١) أخرجه الترمذي [٤٨٤]، وابن حبان في صحيحه [٢٣٨٩ - الموارد]، والشجري في أماليه [١/ ١٣٠]، والسيوطي في الدر المنثور [٥/ ٢١٨]، والعجلوني في كشف الخفا [١/ ٣١٤].
(٢) أخرجه أبو داود [١٠٤٧] كتاب الصلاة، باب في فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، والنسائي [٣/ ٩١ - المجتبى]، وابن ماجه [١٠٨٥، ١٦٣٦]، والحاكم في المستدرك [١/ ٢٧٨، ٤/ ٥٦٠].
(٣) أخرجه الترمذي [٣٥٤٥] كتاب الدعوات، باب قول رسول اللَّه : "رغم أنف رجل"، وأحمد في مسنده [٢/ ٢٥٤]، والحاكم في المستدرك [١/ ٥٤٩]، والشجري في أماليه [١/ ١٢٩]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٩٢٧٥]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٢/ ٥٠٨]، وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح [١١/ ١٦٨].
(٤) أخرجه أبو داود [٢٥٤٢] كتاب المناسك، باب زيارة القبور، عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>