للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سجوده قريبًا من قيامة" (١) رواه مسلم.

وفيه تسهيل احتمال المجاهدة وصرف مضضها بتخليل المناجاة والمسامرة والدعاء والثناء، ونحو ذلك في أثنائها مع الترفق والتذلل وإطالة نحو السجود والركوع، وشهود نحو العظمة والكبرياء، فمانع ذوق الحلامة من جلاله.

التاسع: عن أبي مسعود قال: "صليت مع رسول اللَّه ليلة فأطال حتى هممت بأمر سوء، قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه" (٢) أخرجاه.

وفيه تسهيل المجاهدة بمخالطة أهل الجد والاجتهاد، والاقتداء بهم وبموافقتهم؛ فبتركه ذلك جعل ما همَّ به من أمر سوء عنده، ولم يتجاوز عن الهم إلى الفعل.

العاشر: عن أنس مرفوعًا: "يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد؛ يرجع أهله وماله ويبقى عمله" (٣) أخرجاه، وفيه تسهيل المجاهدة والترغيب البليغ فيها؛ فإنها الرفيق الدائم الذي لا يرجع إذا رجع غيره، وبها تمام النفع والأنس والراحة عند الشدائد.

الحادي عشر: عن ابن مسعود مرفوعًا: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٠٣ - (٧٧٢)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، [٢٧] باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل، وقال القاضي: فيه دليل لمن يقول: إن ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف، وأنه لم يكن ذلك من ترتيب النبي بل وكله إلى أمته بعده، قال: وهذا قول مالك وجمهور العلماء، واختاره القاضي أبو بكر الباقلاني، قال ابن الباقلاني: هو أصح القولين مع احتمالهما. . . . إلى آخر كلامه.
"النووي في شرح مسلم [٦/ ٥٥] طبعة دار الكتب العلمية".
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه [١١٣٥] كتاب التهجد، [٩] باب طول القيام في صلاة الليل، ومسلم في صحيحه [٢٠٤ - (٧٧٣)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، [٢٧] باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل، قال النووي: فيه أنه ينبغي الأدب مع الأئمة والكبار وأن لا يخالفوا بفعل ولا قول ما لم يكن حرامًا، واتفق العلماء على أنه إذا شق على المقتدي في فريضة أو نافلة القيام وعجز عنه جاز له القعود، وإنما لم يقعد ابن مسعود للتأدب مع النبي ، وفيه جواز الاقتداء في غير المكتوبات، وفيه استحباب تطويل صلاة الليل. "شرح مسلم للنووي [٦/ ٥٦] طبعة دار الكتب العلمية".
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٥١٤] كتاب الرقاق، [٤٢] باب سكرات الموت، ومسلم في صحيحه [٥ - (٢٩٦٠)] كتاب الزهد والرقائق في المقدمة، والترمذي في سننه [٢٣٧٩]، وأحمد في مسنده [٣/ ١١٠]، والنسائي [٤/ ٥٣ - المجتبى]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٤/ ١٧١]، وأبو نعيم في حلية الأولياء [١٠/ ٤]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٥١٦٧]، وابن المبارك في الزهد [٢٢٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>