للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المجاهدة، ويتأسى بالإخوان ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (١٥)﴾.

السابع عشر: عن أبي إدريس (١)، عن جندب (٢)، عن النبي فيما يرويه عن ربه أنه قال: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا مزو هديته فاستهدوني أهدكم (٣)، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، با عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم، إنكم لن تبلغوا ضُري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد اللَّه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه" (٤) أخرجه


(١) أبو إدريس الخولاني عائذ اللَّه ين عيد اللَّه بن عمرو، أبو إدريس الخولاني العوذي الدمشقي الشامي، ولد في حياة النبي يوم حنين، وسمع من كبار الصحابة، قال سعيد بن عبد العزيز: كان عالم الشام بعد أبي الدرداء، أخرج له أصحاب الكتب الستة، توفي سنة [٨٠].
ترجمته: تهذيب التهذيب [٥/ ٨٥]، تقريب التهذيب [١/ ٣٩٠]، الجرح والتعديل [٧/ ٢٠٠]، التاريخ الكبير [٧/ ٨٣]، الثقات [٥/ ٢٧٧]، سير الأعلام [٤/ ٢٧٢]، الوافي بالوفيات [١٦/ ٥٩٥].
(٢) كذا بالأصل وما وجدناه في مسلم "عن أبي ذر".
(٣) قال النووي: قال المازري: ظاهر هذا أنهم خلقوا على الضلال إلا من هداه اللَّه -تعالى-، وفي الحديث المشهور: "كل مولود يولد على الفطرة" قال: فقد يكون المراد بالأول وصفهم بما كانوا عليه قبل مبعث النبي ، وأنهم لو تركوا وما في طباعهم من إيثار الشهوات والراحة، وإهمال النظر لضلوا، وهذا الثاني أظهر، وفي هذا دليل لمذهب أصحابنا وسائر أهل السنة أن المهتدي هو من هداه اللَّه، وبهدي اللَّه اهتدى، وبإرادة اللَّه -تعالى- ذلك، وأنه إنما أراد هداية بعض عباده وهم المهتدون، ولم يرد هداية الآخرين، ولو أرادها لاهتدوا خلافًا للمعتزلة في قولهم الفاسد أنه أراد هداية الجميع، جل اللَّه أن يريد ما لا يقع أو يقع ما لا يريد".
النووي في شرح مسلم [١٦/ ١٠٨] طبعة دار الكتب العلمية".
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٥٥ - (٢٥٧٧)] كتاب البر والصلة والآداب، [١٥] باب تحريم الظلم، والبيهقي في السنن الكبرى [٦/ ٩٣]، والحاكم في المستدرك [٤/ ٢٤١]، وأبو نعيم في حلية الأولياء [٥/ ١٢٥]، والبخاري في الأدب المفرد [٤٩٠]، والمنذري في الترغيب والترهيب =

<<  <  ج: ص:  >  >>