للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسلم من حديث سعيد بن عبد العزيز عن أبي إدريس الخولاني، عن جندب، قال سعيد، وكان أبو إدريس إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبته، وقال أحمد: ليس لأهل الشام حديث أشرف منه، وفيه (ما يريح) (١) عمله عن الأعذار الصارفة لكثير ممن حُرِم عن المجاهدة.

منها ترك الظلم لما ثارت عليه حميَّة نفسه: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ﴾ (٢).

ومنها الاستهداء: ﴿أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧)(٣).

ومنها الاستطعام والاستكساء لمن يتعلل بمعاشه.

ومنها الاستغفار لمن يتوهم عدم قبول عمله من كثرة ذنوبه وإساءته.

ومنها نفي أن توهم عمله كتاب الموجود كرعايا الملوك، وأن عطاياه لا تنفذ، وقد عمل العاملون ما لا يكثر وصفه.

ومنها: إنما هي أعمالكم لمن يتعلل بالأماني البارعة: ﴿أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨)(٤).

وأما الحكايات: فالأولى: بعد إيراد حديث زيد بن أرقم (٥) قال: كان


= [٢/ ٤٧٥]، والزبيدي في الإتحاف [٥/ ٦٠]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٢٣٢٦].
(١) كذا بالأصل.
(٢) سورة الزمر [٥٦].
أي يوم القيامة يتحسر المجرم المفرط في التوبة والإنابة ويَوَدُّ لو كان من المحسنين المخلصين المطيعين للَّه ﷿. "تفسير ابن كثير [٤/ ٦٠] ".
(٣) سورة الزمر [٥٧].
(٤) سورة الزمر [٥٨].
أي توَدُّ لو أعيدت إلى الدنيا لتحسن العمل، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أخبر اللَّه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه وعملهم قبل أن يعملوه، ولما تمنى أهل الجرائم العود إلى الدنيا وتحسروا على تصديق آيات اللَّه واتباع رسله، قال اللَّه : ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (٥٩)﴾ [الزمر: ٥٩]. "تفسير ابن كثير [٤/ ٦٠] ".
(٥) زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغر بن ثعلبة، أبو عمرو، أبو عمارة، ويقال: أبو حمزة أبو سعد الأنصاري الخزرجي المدني، صحابي مشهور، أول مشاهده الخندق، وأنزل اللَّه تصديقه في سورة المنافقين، أخرج له أصحاب الكتب الستة، توفي سنة [٦٦، ٦٨]. ترجمته: تهذيب التهذيب [٣/ ٣٩٤]، تقريب التهذيب [١/ ٢٧٢]، تاريخ البخاري الكبير [٣/ ٣٨٥] تاريخ البخاري الصغير [١/ ١٢٠، ١٦١]، الجرح والتعديل [٣/ ٥٥٤]، أسد الغابة [٢/ =

<<  <  ج: ص:  >  >>