للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَالْعَصْرِ﴾ [العصر: ١] فقلت: بأبي وأمي يا رسول اللَّه ما تفسيرها؟ فقال: ﴿وَالْعَصْرِ (١)﴾ قسم من اللَّه، أقسم ربكم بآخر النهار، ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ﴾ أبو جهل بن هشام ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ الصديق، ﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ الفاروق، ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾ [العصر: ٣] عثمان، ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ عليّ.

وروينا في الصحيحين (١) من حديث زيد بن خالد الجهني مرفوعًا: "من جهز غازيًا في سبيل اللَّه فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخير فقد غزا".

وفيه المعاونة للغازي بالمال، والقيام على العيال بالخدمة البدنية ونحوها، والترغيب في كل منهما بأنه غزو (٢).

وروينا في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري: "أن رسول اللَّه بعث بعثًا إلى بني لحيان من هذيل فقال: "لينبعث من كل رجلين أحدهما، والأجر بينهما" (٣).

وروينا فيه أيضًا من حديث ابن عباس أن رسول اللَّه لقى ركبًا بالروحاء فقال: "من القوم؟ " قالوا: المسلمون، فقالوا: من أنت؟ قال: "رسول اللَّه"، فرفعت


(١) أخرجه البخاري في صحيحه [٢٨٤٣] كتاب الجهاد والسير، [٨] باب فضل من جهز غازيًا أو خلافته بخير، ومسلم في صحيحه [١٣٥ - (١٨٩٥)]، [٣٦] كتاب الإمارة، [٣٨] باب فضل إعانة الغازي في سبيل اللَّه بمركوب وغيره وخلافته في أهله بخير، وأبو داود في سننه ٢٥٠٩]، والترمذي [١٦٢٨، ١٦٢٩، ١٦٣١]، والنسائي [٦/ ٤٦ - المجتبى]، وأحمد في مسنده [٤/ ١١٥، ١١٦]، والبيهقي في السنن الكبرى [٤/ ٢٤٠، ٩/ ٢٨]، والحاكم في المستدرك [٢/ ٨٢]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٢/ ٢٥٤].
(٢) قال النووي: قوله : "من جهز غازيًا فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا" أي حصل له أجر بسبب الغزو، وهذا الأجر يحصل بكل جهاد، وسواء قليله وكثيره، ولكل خالف له في أهله بخير من قضاء حاجة لهم، وإنفاق عليهم، أو مساعدتهم في أمرهم، ويختلف قدر الثواب بقلة ذلك وكثرته، وفي هذا الحديث الحث على الإحسان إلى من فعل مصلحة للمسلمين أو قام بأمر من مهماتهم. "النووي في شرح مسلم [١٣/ ٣٥] طبعة دار الكتب العلمية".
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [١٣٧ - (١٨٩٦)] كتاب الإمارة، [٣٨] باب فضل إعانة الغازي في سبيل اللَّه بمركوب وغيره وخلافته في أهله بخير، وأحمد في مسنده [٣/ ٤٩٠]، والبيهقي في السنن الكبرى [٩/ ٤٠]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٣٨٢٠]، وقال النووي: قد اتفق العلماء على أن بني لحيان كانوا في ذلك الوقت كفارًا، فبعث إليهم بعثًا يغزوهم وقال لذلك البعث: ليخرج من كل قبيلة نصف عددها، وهو المراد بقوله: من كل رجلين أحدهما، وأما كون الأجر بينهما فهر محمول على ما إذا خلف المقيم الغازي في أهله بخير. "النووي في شرح مسلم [١٣/ ٣٦] طبعة دار الكتب العلمية".

<<  <  ج: ص:  >  >>